الكاتب المميز حسام الدين صبرى
لم يكُن للريح ذنباً
____________________
لَم يكُن لِلريحِ ذنبًا
فَهِيَ كَانتُ مِن ورقْ
تَتنَاثر في كُلِ الدرُوبِ
ومُهيأةٌ لِلغَرقْ
استدرَجتني بُحُورهَا
حتَى غَرِقتُ
وألقتْ بي في جَحيمٍ
أحتَرِقْ
ظَننتُ أنهَا رحلَةُ النُورِ
بعدَ عُمرٍ مِن ضبَابٍ
ومِن غَسقْ
أتَتني وأنَا نَجمٌ دائمًا
يَطوِيهِ الشَفقْ
وصُبحٌ ضَائعٌ لَم يَنفلِقْ
قَالتْ :
سَأعيدُكَ لِبرَاحِ الكَونِ
فَلا تَخفْ
إن لاَحَ الحُزنُ في الأُفُقْ
لِيكُن الحُبُ
بيني وبينِكَ بُحُوراً
فَظنَنتُ
أنَّ النجَاة في الغَرقْ
أبحَرتُ في جنونِ عِشقي
وسَافرتُ في مُدنَ الشَوقِ
كَالذي
يَعبُر مِن خِلالِ نَفقْ
نِمتُ بينَ يدَيها كطفلٍ
لاَيعنِيني مَاسَيأتي
ولاَ بَاكياً عَلى مَاقد سَبقْ
طَالمَا أسكُن عَينَيها
لاَيَعنيني الزمان
ومَاسَيأتي بهِ ومَاسَرقْ
واستَفقت فَلم أجد غيرَ
غُربتي ووحْدَتي
وبقَايا من شِعرٍ لم يُقال
وصَرخةٌ
تُحاصرُها الدموعُ فَتختَنِقْ
أنَا الذي كُنتُ مَلِكاً
أصبحتُ حُلُما يَحترقْ
غَدوتُ ماضيِاً لن يَحيا
وأنَا حَاضرُ العِشقُ في
عَينَيها
والحُلمُ حِينَما خُلِقْ
أصبحتُ رمَاداً
تَجري بهِ الريحُ يتنَاثرُ دمعًا
في كُلِ الطُرقْ
وروايةُ في قصصُ العشق
لم تكتملْ
ولَم يقرأها من قرأْ
لاَبأس إن غدوت غَريبًا
فَأنا والغُربةُ
حتَى في عَينَيها لَم نفتَرقْ
___________________
تعليقات
إرسال تعليق