الشاعر زياد الجزائري
( خطاب إلى القَلبِ)
أََما يَكفِيكَ ياقَلبُ اضطرابا وقَد اَتلَفتَ في الحُبِّ الشَبابَا؟
وَطارَدتَ المُحالَ بِغَيرِ جَدوى وَشَوقُكَ عادَ بُؤسَاً واكتئابا
سِنونَ هَدَرتَها في عِشقِ وَهْمٍ ويالَكَ مِنْ ذَكِيٍّ كَم تَغابَى
أَتُغرِيني بِأَحلامٍ تَلاشَت ولَمْ تَترُك لنا إِلاَّ العَذابا؟
لَقَد كانَ الهَوى صَنَماً وَكُنَّا نُناجِيهِ...وَلَم نَسمَع جَوابا
وَقَدَّمنا قَرابيناً بِجَهْلٍ نَظُنُّ بِأَنَّنا نَجني الثَّوابا
غَرِيبُ الرُّوحِ لا يَشكو اغْتِرابا عَنِ الأوطانِ يَشتاقُ الإِيابا
ولَكِنَّ الذي يُضنيهِ شوقٌ إِلى حَقٍّ تَغَرَّبَ ثُمَّ غابا
فَما أَبقى الغِيابُ سوى ضَلالٍ وَأَوهامٍ تُجَرِّعُنا السَّرابا
أَيا قَلباً هَفَوتَ إِلى ظُنونٍ بِأُفقِ العُمرِ كم لَمَعَت شِهابا
وأَنهَكتَ الخُطا خَلفَ الأَماني فَبَدَّدتَ الفُتُوَّةَ والشَّبابا
وخادَعَكَ الجَمالُ وَلَيسَ إِلاَّ وُجوهاً قَد عَشِقتَ بِها الإهابا
ومالَمَحَت عُيونُكَ ما تَوارى وأَنَّ العَذبَ قَد يُخفي العَذابا
بَذَرتَ بِأَرضِ مَن تَهوى وُروداً وبَعدَ رِعايَةٍ نَبَتَت حِرابا
غَرِيبُ الرُّوحِ مَطمَحُهُ بَعِيدٌ كَنَسرٍ ماابتَغى إِلاَّ السَّحابا
تَجاهَلَ كُلَّ إِخفاقٍ وَبُؤسٍ تَحَمَّلَهُ وَذاقَ بِهِ العُجابا
وَظَلَّ يَرومُ في الدُّنيا وَفاءً وَظَلَّت .. مِخلَباً تُبدي وَنابا
تَقَلَّبَ في اَتونِ العِلمِ دَهراً وفي الأفكارِ والأَشعارِ ذابَا
وَكمْ مِن حِكمَةٍ عَقلاً وَعاها ولَكِنْ للمواعظِ مااستجابا
إِلى أن صاحتِ الدُّنيا بَصوتٍ جَلِّيٍ : لَن تَنالَ بِيَ الرِّغابا
إذا لم يَحتَكِم لِلعَقلِ قَلبٌ يَميزُ بِهِ الحَقيقةَ والصَّوابا
فَفَكِّر قَبلَ أَن تَهوى فَتَهوِي وتُخطِئ في عواطِفِكَ الحِسابا
تعليقات
إرسال تعليق