الكاتب المتميز حسام الدين صبري (أحيا بعينيك )
أحيا بعينيك
--------------------------------------
جِئتِ
لِأحيَا بِعَينَيكِ وأعِيدُ
الطِفلَ
المفقُودَ إلى صَدري
وأُرتِلُ في الَليلِ أشعَاراً
وأُعِيدُ الشَدو للطَيرِ
رأيتُ مَالَم كُنتُ أراهُ
يَومًا
فَمَن يُبصرُ بِغَيرِ الحُب
أعمى
الآن عَادَ ليَ بَصري
حَتى الأيام
سَامحتُها دونَ أن أدري
سَامحتُ الربيعَ
الذي غَابَ بِمَواسِم الزَهرِ
سَامحتُ بِكِ الدنيا وليالٍ
يكسوها الظُلمَ والقَهرُ
حَتى ذَبحي عمداً سامحتهُ
بلا عُذرٍ
إن كانَ الذَبحُ
لِأحيَا بينَ يدَيكِ ياقَدري
أنَا المصلُوبُ
خَلفَ الأمَاني عُمراً
الآن أتَنفسُ طَيرًا على
الشَجرِ
مَاكانَ قَيدي إلا انتظَاراً
لِتَأتِيني السُحبُ بِالمَطرِ
ومَاكَانَ الدمعُ إلا رجَاءً
لِيَعُودَ الفَجرُ
ومَاكانَ صَمتي إلا صَرخَةً
حَجبتُها
لِمَن تَسكُنُ صَدري
ومَاكانتُ غُربتي إلا رحلةً
أجمعُ فيها خيوط الحُلم
لِأراهُ في عَينَيكِ يَاعُمري
فقُولي أنكِ لي واسقِني
منَ الحُب ومِنَ الشِعرِ
ولَملمِيني بينَ يدَيكِ
أنا مُبعثرُ
بعضي لايعرفُ بعضي
أعيدي مذاق قهوتي إلى
فنجاني
وأعيديني إلى الصِغرِ
أنا لَن أثأر أبداً منَ الأيام
فكيفُ
الثأر والأيامَ أهدتني
هدىً وضيَاءُ
في زمن الضلالِ والكُفرِ
فَكُلُ مَاعَانيتهُ كانَ لحكمَةٍ
أن لا َطعمَ للعَودة
إلا بعد أهوال السفرِ
وأنَ الأرضَ بِهَا
ألفُ ألف امرأةٍ ومثلُكِ
ومثلُكِ
لاَتأتي إلا مرةً في العُمرِ
فَاللؤلؤُ واحدا رغمَ سحرهُ
والبحرُ
ألف مرةٍ يأتي ويجري
---------------------------------
تعليقات
إرسال تعليق