الكاتبة المتألقة مجيدة محمدي
"اللاشيء الوقت يذوب كالملح في صمتِ المياه، تتوارى الرغبات، كسحبٍ فقدت شهيّتها للمطر. اليدُ التي كانت تمتدّ نحو العالم، سقطت، كما تسقط أوراق الشجر، دونما صوتٍ، دونما سبب كل شيء هنا، عالقٌ في الفراغ، كطائرٍ نسي كيف يرفرف، الأيام تتسلّل، كظلالٍ هاربة، لا نوافذ تستحق الفتح، ولا شمس تُغري بالبقاء. اللاجدوى تمتدّ كجذرٍ عميق، ينخر التربة، ويقتات على صمت الصخور. في هذه الحفرة الهادئة، لا شوق، ولا حنين، ولا انتظار. مجرد انطفاءٍ هادئ، كالنجوم حين تتعب، وتنسحب من سماءٍ لم تعد تكترث. ربما... ربما يكون هذا هو السلام، أو شيئاً يشبهه، لكنني لا أريده. ولا أريد شيئاً.