الكاتبة المتألقة حناشي إيمان
شهد سليمان حين يكون المجهول ملاذا
وقفت أمام النافذة تتأمل الأفق البعيد، فشعرت بنداء خافت لكنه قوي يتردد في أعماقها: "ارحلي... هذا المكان لم يعد لكِ."
جمعت أوراقها المبعثرة وطوت معها أحلامًا خذلتها، وقطعت عهدا على نفسها بأن تبدأ من جديد، ثم اقتربت من المرآة، فرأت فيها امرأة أقوى مما كانت تعتقد. ودون تردد، شرعت في جمع أشياءها القليلة، تلك التي لم تحمل بين طياتها ألمًا. لم تأخذ الكثير معها سوى حقيبة صغيرة وقلبًا صامدًا، وتركت خلفها كل ما أثقل روحها وأطفأ بريقها. كان قرار الرحيل صعبًا، لكن البقاء كان أشد قسوة، موتًا بطيئًا لا ينتهي.
أغلقت الباب خلفها دون أن تنظر إلى الوراء، واتجهت نحو المجهول بثقة. أدركت أن المجهول، مهما بدا غامضًا، سيكون أكثر أمانًا من مكان سلبها الحياة، وأن الحرية تبدأ حينما نتحرر من القيود التي لا نراها.
حناشي إيمان
تعليقات
إرسال تعليق