الشاعر المتألق الشاذلي دمق

ذات يوم .. أصابته جفوةُ الزّمان فكتب : 

       نَذَرْتُ قَلْبِي 

نَذَرْتُ قلبي وَعْدًا لن أسترِدَّهْ 
خُذيه فإنّي لست ناكثا ودَّهْ
 
مهما رجوتِ أو أنّكِ ناشدتِ
لا ، و لن تستطيعي الآن رَدَّهْ
 
شَرَفُ الفؤاد في جمِّ الوفاء  
و على الإِباء قد أَبْرَم عَهدَهْ

جريحٌ ذاك الّذي غَدَا فأمْسَى 
نزيفًا لكلّ ما قد يَؤُول بَعْدَهْ

أوّاهُ ! كيف هان بقلبكِ عُمري 
و أنا الّذي كنتُ جاثيًا عِندهْ ؟
 
فَلَكَم تَسوَّرَ اللّيلُ ضجيعًا !
حين تَوسَّدَ على السُّهْد خَدّهْ

الآن كيف أسْتشرفُ غَدَواتي؟
و منكِ أَقْبَاسُ نُورها مُستمَدَّهْ

لَئِنْ تْقْطَعِيها الأَوصال مِنِّي  
فحِبالي تمتدّ لك بألف عُقدَهْ
 
إدامٌ و كَوثرٌ و لُهًا ثُمّ قُرْبى
و الحُبُّ قد تَلوتُ عليكِ وِرْدَهْ
 
كم ذكرى أَلِفتْنا ؟ كم نَجاوَى  
ناشَدْنا سويًّا ؟ كم سجدة ؟

كم دُروبا معًا و أُفْقًا لَمَحنا ؟
و أيُّ حُلم قد نَاغَينا رَصْدَه ؟

إن تُوصدي أبواب الرّضا عنّي 
فَعَتَبي غَمْرٌ و أَنَّى لكِ صَدَّهْ

إذًا ، أَغِيثي رَعاكِ يا ظَلومًا
مُضَامًا قد نفد الصّبرُ عِندهْ
 
و اُسْعِفيه مُضناكِ إثر جَفوة 
فَمَنْ إلاّكِ يَرُدّ للسّيف غِمْدَهْ ؟
 
هَجرُكِ صَمْصَامٌ بِحَدِّه رَهَقٌ 
ومَن سِواكِ يُعيد  إليه رشده ؟

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الكاتب المتألق أحمد أبو حميدة

الشاعر المتألق السيد عاصم

الكاتب المتألق الشريف حسن ذياب الخطيب