الكاتبة المتميزة أميمة محمد
نسمةٌ خريفية ..
في أزقّةِ الطرقات
تحت غيماتٍ خريفيه
هناك على ذلك
المقعدِ الخشبي
المهترئُ منذُ سنين ..
كانت تلك
السمراءُ الفاتنه
ذاتِ الشعرِ المموجِ
بلونِ النبيذ ..
تناظرُ ساعتَها
كلَّ حين ...
و كأنّها على موعدٍ
مع الحنين ....
رحتُ أراقبُ عينيها
لست أدري ماذا
سيجري ...
ربما كنتُ أنتظرُها
أن تمطرْ ..
كانت أنامِلُها تُطْبق
على صفحاتِ كتابْ ..
رحتُ أتساءل ..
أتُراه كتابٌ
في السياسةِ ؟؟
أو ربما في الدين ؟؟
أو قدْ يكون كتابًا
لفنونِ التجميل ..
أظنُّه كان روايةَ
"العشقِ الممنوع" ...
و بعد برهةٍ من الزمن
رأيتُ ابتسامةً
تعلو تلك الشفتيْن
الورديتيْن ...
رحتُ أسترقُّ النظرَ
بعينيّ أكثرَ فأكثر ..
أريدُ أن أرى
ذلكَ السطرَ من الرواية
الذي رسمَ
تلكَ الابتسامة !!
جلستُ أنتظرُ طويلًا ..
حتى قاطعني صوتٌ
من عمقِ الصمتْ:
مرحبًا 👋
قالتْها بصوتِها الساحر
ثم وقفتْ أمامي ..
و سألتْ : من أنتْ ؟
و تحشرجَ الصوتُ
في قوقعةٍ
وكأنّه الموت ..
و سادَ الصمتْ
فنظرتُ لعينيها
على الفورْ ..
لأجد بحرًا من غضبْ
و هنا أضعتُ كلماتي ..
و ثانيةً ساد الصمت ..
و مرت بضعُ لحظاتٍ
كأنّها العمرْ ..
و فجأةً بدأت
قطراتُ المطرِ
تتسللُ من غيمهْ
و كأنِّي بها تنقذُ
صمتي ..
نظرتُ حولي
لأجدَ فتاتي
قدْ رحلتْ
و كأنّها خشيتْ
أن أرى ذلك المطرَ
ينهمرُ من عينيها ...
ومنذُ ذلكَ الحين
لي موعدٌ مع الخريفْ
أراقبُ ذلك
المقعدَ المهترئ
لعلِّي أرى عينيها ثانيةً.
تعليقات
إرسال تعليق