الكاتب المتألق عبد الستار الخديمي
**محراب غشق منسيّ**
عطرك كان سياطا من نار
تلفح النسيم المتسلل من بين أضلع الفجر
يبحث عن خدود متورّدة انتحارا
أتعتقد أيها النسيم
بأنك المرافق والنديم؟
العطر شرس يقود حربا ضروسا على قلبي
وصاحبة العطر بملامح الفراش
كالزئبق لا تشدّ ولا تقاس
إن النعال في عرفنا تداس
ولا تباس
انا محور المحراب
متى شئتِ أوقدي النار
وألبسي الليل ثوب النهار
وجلّلي بالربيع وجه القمر
واغمري بشذى العطر ما تبقى من العمر
وهيّئي أشرعة قلبي للسفر
فلا موانئ غير عينيك
ترسم خطوط القدر
انا اغنية الصوت الأول
تحدّد ملامح الوجود الاول
وتزرع في القلوب فسائل العشق الأول
وأنتٍ ذلك البوح المتستّر بدثار الحياء
كالوشم أنت ترسمين الذكرى
وتوشحين بالندى عبق المساء
لقاؤنا لا ينسى
ولحظات الوجد لا تمحى
كتبت نُدبة على وجه السماء
اتذكرين حين قلت لك
وكنا في شبه إغماء؟
نحن ملح الأرض
وصون العرض
جذورنا متيمة بالعمق
وأعيننا مشدودة للأفق
واشرعتنا مترعة تسابق الريح
لتقيم محراب عشق في المريخ
لا حدود
ولا شرود
ولا زيف وعود
تعليقات
إرسال تعليق